غير صحيح أننا شاهدنا ولامسنا فقط الحب من خلال مظاهرة الوفاء التى احاطت الجثمان حيث ذهب الالاف ليشهدوا لحظات الفراق، مشاعر الحب كانت دائما تلازم نجمنا الدافئ طوال مشواره حتى وداعة في ساعات الفجر الأولى.
لماذا أختار الفجر؟ أتصور أنها رغبته ليعانق بكارة الحياة حتى لو لم يعلنها كوصية، دائما ومن خلال تفاصيل عديدة وتجارب خاصة اجد ان إرادة الراحلين تتجسد فينا وننفذ رغباتهم حتى لو لم يوثقوها في وصية كانت رغبة خالد أن ينتقل من أسوان ليصل للقاهرة في الواحدة ليودعنا بعد صلاة الفجر.
هل يشعرون بنا بعد الرحيل؟ كثيراً ما أردد هذا السؤال عندما أفقد إنساناً عزيزاً؟ لدي قناعة بأنهم يظلون على اتصال ولكن بوسائل أخرى ويرسلون لنا بين الحين والآخر شفرات لو دققنا فيها وامتلكنا المفتاح سنقرأها ونتواصل معهم.
إنه فنان الومضات ولا أتصوره سوى أنه سيواصل إرسالها لنا من العالم الآخر.
خالد صالح بين جيله الذين شاهدناهم متألقون منذ نهاية التسعينيات كأن هو الألفة وسيظل مع مرور الزمن هو أيضاً العنوان.
إنه من هؤلاء الذين يمنحهم الله موهبة استثنائية ولديه رسالة إبداعية كان عليه أن يرسلها للناس لتعيش بعده وبعدنا لقد أكمل تماماً رسالته وحتى المشهد الأخير.
خالد صالح يموت ليحيي على الشاشة، وعندما تستعيد واحداً من أعماله سنجده يولد في كل مرة من جديد.
طارق الشناوي